المقدمة
تعريف الزمخشري
هو أبو القاسم جار الله محمود بن عمر , ولد في زمخشر في خوارزم سنة 467ه له مواهب متعددة في مجالات مختلفة كالتفسير و الأدب و النحو واللغة و الاعتزال من كتبه الكشاف في التفسير ,والمفصل في النحو و الفائق في غريب الحديث وأساس البلاغة في اللغة.توفي 538ه
أساس البلاغة : معجم لغوي في ثمانين بابا،روعي في طريقة برتيب ألفاظه الترتيب الهجائي المحكم لأوائل أصولها ،كل حرف سماه كتابا ،أولها الهمزة يليه الباء ثم التاء كما يراعي ترتيب الحرف الثاني و الثالث.
الهدف منه: بيان بلاغة اللغة العربية وسر جمالها ،فقد احتوى حشودا من العبارات الفصيحة المستقاة من القرآن الكريم و الحديث الشريف و من أجود ما تلفظ به البلغاء وتكلم به الفصحاء و عليه فان صاحب المعجم يرجو أن يخرج به الأدباء المتذوقين لحلاوة التركيب العربي ،ومنه يتمكنون من فهم المعاني التي جاء بها القرآن الكريم.
خصائص المعجم : لم يقف الزمخشري في معجمه عند حدود الألفاظ المفردة في الشروح بل تعداها إلى التراكيب وبذلك حرص على الكشف عن اثر الاستعمال في حياة الكلمة وتعين دلالتها و بها ركز على إظهار شيء مما توحيه الكلمة في النفس . لقد افرد الزمخشري الحقيقة عن المجاز ،وفصل الكناية عن التصريح .
إن أكثر ما كان بعني به هو الإشارة إلى مواطن الاستعمال اللفظة بذكرها في عبارات مؤلفة أو مأثورة و يترك للقارئ استخلاص معانيها من سياق العبارات التي ترد فيها.
..........................................................................................................
1- الصوفي عبد الكريم ،مصادر اللغة ص153،دار الهدى الجزائر
2- الرد يني محمد علي ،المعجمات العربية ،ص117 دار الهدى الجزائر
المعجم العربي الأساسي : هو معجم لغوي علمت على إصدارة المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ،و هو معجم معاصر يضاف إلى انجازاتها التي تروم الحفاظ على التراث العربي و ترقيته ليسهم في لإرساء دعائم الألفة بين الشعوب العربية كما تهدف إلى تيسيره ليفهمه و يتجاوب معه غيرا لعرب بغية إيجاد سبيل للتواصل معهم .
لذا كان الهدف من هذا المعجم أن يكون أداة مخصصة لغير الناطقين بالعربية ممن لهم مسويات متوسطة أو متقدمة في دراستها و بخاصة المدرسون و طلاب الجامعة في أقسام الدراسات العربية و الإسلامية في الجامعات الأجنبية. 1
خصائصه:
• هو معجم ميسر ، يروض العربية و يذلل صعابها لغير الناطقين بها ذوي المستوى المتقدم ، و هو عون أيضا للمعلمين و الأساتذة و المثقفين العرب عامة.
• يضم نحو من خمسة و عشرين ألف مدخل مرتبة ألف بائيا معززة بالشواهد و الأمثلة من القرآن و الحديث النبوي الشريف و العبارات السياقية و اللغة المعاصرة .
• يتجنب الغريب و يتنكب المهجور.
• يتناول عددا من المصطلحات الجديدة الحضارية و العلمية و التقنية ،ويتعرض في إيجاز لطائفة كبيرة من الإعلام.
• يلتزم التاريخ للأحداث بالتقويم الهجري و الميلادي.
..........................................................................................................
1-المعجم العربي الأساسي ,تأليف مجموعة من الأساتذة برعاية المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم. ط1 ،1989 مطبعة الاوراس.
طرق التفسير في معجم أساس البلاغة و المعجم العربي الأساسي.
تعددت طرق التفسير في المعجمين تسهيلا لفهم المواد و المعاني المتعلقة بها مهما اختلفت استعمالاتها إذا وظف القائمون على المعجمين طرقا متعددة و متنوعة يقتضيها :
1-التفسير بالكلمة الواحدة :نجد المعجمين يستعملان هذه الطريقة ففي المعجم العربي الأساسي يقول في باب ذ م م ذمة ،جمع ذمم :عهد و أمان 1 و مادة ر ب ط :رباط :علاقة . 2 أما في معجم أساس البلاغة يقول في مادة ا س ف : أسفي ماقلت اغصبني 3 و أحزنني و مادة س ر و قال علوا سروات الخيل : ظهورها4 و في مادة ز ب ن يورد قول الأصمعي : زبانيتها: قرناها5
..........................................................................................................
1- المعجم العربي الأساسي ص486
2- المعجم العربي الأساسي ص500
3- أساس البلاغة ص 17
4- أساس البلاغة ص339
5- أساس البلاغة ص314
التفسير بالمغايرة
اتخذ الزمخشري هذه الطريقة باستعمال النقيض وخلاف ونظير النفي أما المعجم العربي الأساسي فلم يستعمل هذه الطريقة إلا قليلا و مثال ذلك :
أ- استعمال النقيض في أساس البلاغة مادة ف ر ك :فركت زوجها نقيض عشقته 1
ب- استعمال خلاف فلانة فارك خلاف العروب2
ت- استعمال أدوات النفي يقول جمل مسفوح الضلوع ليس بكزها3
أما في المعجم العربي الأساس فنجد ه يستعمل التفسير بالمغايرة قد يتفق مع أساس البلاغة كاستعماله لكلمة خلاف في قوله :العجم خلاف العرب 4 وفي استعماله لأدوات النفي ومثال ذلك شبة خرساء ليس بها جلبة ولا أصوات 5 وخرافي :غير علمي 6 كما انه قد يختلفان حينما يستعمل المعجم العربي الأساس كلمة عكس كقوله خارج الشيء :ظاهره عكس داخله 6
..........................................................................................................
1- أساس البلاغة مادة ف ر ك ص 567
2- أساس البلاغة مادة ف ر ك ص 564
3- أساس البلاغة مادة س ف ح ص353
4- المعجم العربي الأساس مادة ع ج م ص824
5- المعجم العربي الأساس مادة خ ر س ص389
6- المعجم العربي الأساس مادة خ ر ج ص387
التفسير بكلمة من لغة أخرى
لا يلجا المعجمان إلى التفسير بكلمات من لغات أخرى إلا نادرا ومع ذلك فهما يستعملان المعرب من اللغات الأخرى ففي معجم أساس البلاغة في مادة ف ه ر يقول : وكأنهم اليهود خرجوا من فهرهم و هو مدارسهم تعريب بهر بالعبرانية 1 وفي مادة ف ر ع ن :قيل الفرعون :التمساح باللغة النبطية 2 أما في المعجم العربي الأساس فهو بعد شرح المادة و التي غالبا ما تدل على مصطلح عربي يدعم الشرح بكلمة معربة من لغة أجنبية ،ففي مادة ص ب غ صبغي :جمع صبغيات في علم الوراثة :احد أجزاء النواة و هي تحمل المورثات ، كروم وزوم 3 .
..........................................................................................................
1-أساس البلاغة مادة ف ه ر ص645
2- أساس البلاغة مادة فرعن ص563
3- المعجم العربي الأساس مادة ص ب غ ص 719