منتدى الشباب المسلم لكل الجزائرين و العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشباب المسلم لكل الجزائرين و العرب

منتدى ديني اسلامي ثقافي علمي تاريخي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة الانفال 4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
boukais soufiane




ذكر عدد الرسائل : 191
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 08/11/2008

سورة الانفال 4 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الانفال 4   سورة الانفال 4 I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 21, 2008 3:36 am

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أيها الإخوة الكرام ؛ الآية الثانية والسبعون من سورة الأنفال قوله تعالى :

الهجرة أيها الإخوة ؛ ونحن هذه الأيام نعيش ذكرى الهجرة ، الهجرة هي المظهر العملي للإيمان .
الإيمان : ما وقر في القلب ، وأقره اللسان ، وصدقه العمل .
فالإنسان أيها الأخوة ؛ إذا آمن بالله ، آمن بالله ولكنْ من دون حركة نحو الله فذلك مستحيل ‍، آمن بالله من دون تطوير لنمط حياته فهذا مستحيل ، آمن بالله من دون تغيير لطريقة كسب المال فهذا ليس إيماناً .
فكأن الله سبحانه وتعالى أراد من الهجرة ، معناها الواسع ، والهجرة لها معنى ضيق ، ولها معنى واسع ، فمعناها الضيق الانتقال من مكة إلى المدينة في عهد النبي ، لكن باب الهجرة أغلق بعد الفتح ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : لا هجرة بعد الفتح .
لكن باب الهجرة مفتوح إلى يوم القيامة ، بين كل مدينتين تشبهان مكة والمدينة ، باب الهجرة مفتوح ، من دار الكفر إلى دار الإسلام ، ويبقى هذا هو المعنى الضيق .
لكن المعنى الواسع : المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ، لما يرتاد الإنسانُ بيوتَ الله ، ويدع الأماكن الموبوءة فقد هاجر إلى الله ، ولما ينضم الإنسان إلى المؤمنين ، ويأنس بهم ، ويدع الفسقة والفجار ، فقد هاجر إلى الله ، ولما يأوي الإنسان إلى بيته ويجعله كهفه في زمن الفتن ، والانحرافات ، والضلال فقد هاجر إلى الله ، وحينما يدع الإنسان الحرام ، ويأخذ الحلال فقد هاجر إلى الله .
فالهجرة بمعناها الواسع الانتقال من المعصية إلى الإيمان ، من التفلُّت إلى الانضباط ، من مجتمع الكفار ، إلى مجتمع المؤمنين ، من تقليد الكفار ، إلى تقليد المؤمنين ، من التخلي عن أهل الدنيا ، والانضمام إلى أهل الدين ، هذا المعنى الواسع، وهذا المعنى يسع الناس في كل زمان ، وفي كل مكان ، وأجمل ما في الموضوع الحديث القدسي ، الذي يقول الله جل جلاله فيه : "عبادةٌ في الهرج كهجرةٍ إليّ "، الهرج الفتن ، يعني إذا كان الطريق ، مليئًا بالكاسيات العاريات ، فغضُّ البصر حينئذٍ هجرة ، ولزومُ مجالس العلم هجرة ، والالتجاء إلى بيوت الله هجرة ، والانضمام إلى المؤمنين الصادقين هجرة ، "عبادةٌ في الهرج كهجرةٍ إليّ "، هذا ما يقوله الله عز وجل في الحديث القدسي .
لذلك فالنبي عليه الصلاة والسلام قال مرةً : "اشتقت لأحبابي قالوا أو لسنا أحبابك ، قال لا : أنتم أصحابي ، أحبابي أناس يأتون في آخر الزمان ، القابض منهم على دينه كالقابض على جمر أجره كأجر سبعين ، قالوا : منا أم منهم قال : بل منكم، قالوا : ولِمَ ؟ قال : لأنكم تجدون على الخير معواناً ولا يجدون ".
الإنسان إذا تديّن حقًّا ، وإذا استقام حورِب من كل الناس ، حتى من أهله ، وزوجته ، وأولاده ، حتى من أقرب الناس إليه .
هكذا ، قال عليه الصلاة والسلام : بدأ الدين غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء أناسٌ صالحون في قوم سوءٍ كثير .
فإذا شعرت بالغربة فهي علامة صادقة على إيمانك ، يقول بعضهم : أخي الناس كلهم فسقة ، الناس كلهم منحرفون ، وأنا منهم ، وإلاّ فأين أذهب ، ثم يعايشهم ، أمّا أنت إن شعرت بالغربة فهذه علامة طيبة ، لأن الله عز وجل قال : "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين " .
( سورة يوسف : 103 ) .
إخوانا الكرام ؛ إنّ الأحداث التي مرت بعهد النبي أحداثٌ ساقها الله عز وجل لحكمةٍ بالغةٍ بالغة ، ليقف النبي منها موقفاً كاملاً ، ليكون هذا الموقف تشريعاً إلى يوم القيامة ، لأن هذه الأحداث تتكرر .
الأحداث التي وقعت في عهد النبي ، ليست أحداثاً تاريخية وقعت ولن تقع ، وقعت وسوف تقع ، وسوف تقع دائماً .
لذلك جاءت في عهد النبي ، ووقف منها النبي موقفاً كاملاً ، ليكون هذا الموقف موقفاً تشريعياً لمَن كان في عصره ، ولمَن بعده إلى يوم القيامة .
أول درس أيها الأخوة من الهجرة ؛ أن الهجرة تعلمنا أنه إذا تعارضت مصالحك مع مبادئك فعليك بالمبادئ ، إذا تعارض حبُّك لبلدك ولمكان إقامتك مع طاعتك لله عز وجل ، فابحث عن مكانٍ تطيع فيه الله عز وجل ، " كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ".
( سورة النساء : 97 )
طبعا هناك كثير من الأقطار أو القرى أو المدن تلجأ إليها ، ففي العصور الوسطى حدَث اضطهاد ديني ، فالذين رضوا بالاضطهاد الديني ، تفلَّتتْ أمورهم ، وتركوا عباداتهم ، وأطلقوا لبناتهم العنان إرضاءً للمضطهدين ، ضيعوا دينهم وآخرتهم ، لكن الذين فروا بدينهم هم كثيرٌ ، فرُّوا بدينهم من الاضطهاد الديني ، فقد أنقذوا آخرتهم .
فالإنسان إذا كان الخيار صعبًا لديه ، بين أن يقيم شرع الله ، وبين أن يترك ، عليه أن يطيع الله في أي مكان آخر ، هذا أول درس .
الدرس الثاني أيها الإخوة ؛ النبي عليه الصلاة والسلام علمنا بحادثة الهجرة أنّ أخذ الأسباب لا يتناقض مع التوكل ، فقد رَسَمَ خطّةً محكمة ، وغطّى كل الثغرات ، أولاً سار باتجاه البحر ، وربض في غار ثور ، وكلف إنسانًا لتقصي الأخبار ، وإنسانًا لموح الآثار ، وإنسانًا ليأتي له بالزاد والأخبار ، واستأجر خبيرًا في الطريق ، لقد هيَّأَ كلَّ شيء ، هذا هو الأخذ بالأسباب ، ومع ذلك كان متوكِّلاً صادقًا .
أيها الإخوة ؛ المسلم الصادق يأخذ بالأسباب ، ويتوكل على رب الأرباب ، لأنّ عنده منزلقين .
أول منزلق : أن يأخذ بالأسباب وأن يعتمد عليها فيقع في الشرك .
ثاني منزلق : إنْ لم يأخذ بها وقع في المعصية .
فأنت أيها المسلم بين معصيتين ، أن تأخذ بالأسباب وتقع في الشرك ، أو أن تدع الأخذ بالأسباب فتقع في المعصية ، وما سبب تخلف المسلمين إلا أنهم أخذوا بالأسباب ، واعتمدوا عليها ، فأشركوا فأحبط الله أعمالهم ، وإما أنهم تركوا الأخذ بالأسباب ، لفهمٍ ساذجٍ للتوكل ، وقعوا في المعصية ، فلم يستحقوا نصر الله عز وجل .
هذا درسٌ بليغ ، يجب أن يضعه كل مسلم نصب عينيه في حياته اليومية كلها ، في كل شأنٍ من شؤون حياته ، حتى في شأن صحته ، سمِّ الله وكُلْ ، والتفاحة ليست مغسولة ، هذا ليس توكلاً ، هذا عدم أخذ بالأسباب ، ألا تلقح أولادك ؟ يا أخي ، أنا على الله متوكل ، هذه غفلة ومعصية ، عدم الأخذ بالأسباب معصية ، وأن تأخذ بالأسباب وتقول لا يوجد شيء ، وأنا عملت مراجعة للسيارة وهي جاهزة للسفر ، لن يحدث معي شي يسوؤني ، هذا شرك ، لأنّك اعتمدت عليها ، الله عز وجل قادر أنْ يخلق لك مشكلة ، وأنت آخذ بكل الأسباب .
أيها الإخوة : من لم يأخذ بالأسباب فقد عصى ، ومن أخذ بها واعتمد عليها فقد أشرك ، والنبي علمنا بالهجرة ، كيف أنه أخذ بالأسباب ، فلما جاؤوا إليه توكل على الله ، وصلوا له ، رغم كل الأسباب ، وصلوا إلى غار حراء ، فلأنه لم يعتمد عليها ، ولو اعتمد أنه عليها لانهار ، لكنه أخذ بها ، طاعةً لله ، ولم يعتمد عليها ، بل اعتمد على الله عز وجل ، لذلك لم يخف أبدًا.
قال : يا أبا بكر ، ما ظنك باثنين ، الله ثالثهما ، قال أبو بكر : لقد رأونا ، قال : يا أبا بكر ، ألم تقرأ قول الله تعالى : "وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون" .
( سورة الأعراف : 198 )
يبدو أن أحد المطاردين وقعت عينه على عين أبي بكر رضي الله عنه ، قال له : لقد رأونا ، فقال له عليه الصلاة والسلام : ألم تقرأ قوله تعالى : "وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ".
أنت حينما تأخذ بالأسباب ، ولا تكفي الأسباب ، فالله يرمم لك إياها ، أنت حينما تأخذ بالأسباب ، ولا تكفي الأسباب ، فالله يتولى الباقي ، أما إن لم تأخذ بها ، فهذه استهانةٌ بنظام الكون ، وهذا استخفافٌ بنظام الله عز وجل ، أما إذا أخذتها واعتمدت عليها ، ونسيت الله ، فقد أشركت ، وهذا الدرس الثاني .
الدرس الثالث أيها الإخوة ؛ هذا الحديث الشريف ، والله أتمنى عليكم أن يكون أمامكم في كل ساعة ؛ " ما ترك عبدٌ شيئًا لله إلاّ عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه "، أقسم بذات الله ، زوال الكون أهون على الله من أن يدع مؤمنٌ شيئًا لله ثم يخسر ؛" ما ترك عبدٌ شيئًا لله إلاّ عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه " .
أحد الصحابة ، حينما بايع النبي بيعة الهجرة ، عقبة بن عامر الجهني وعنده غنيمات ، يحرص عليها حرصاً بالغاً ، فكان يقول لأصحابه : اذهبوا أنتم إلى رسول الله ، ودعوني مع الغنمات ، يخاف عليها ، لأنّها كلها رأس ماله ، لكنه لم يلبث أنْ أجرى محاكمة مع نفسه ، أنا إلى متى أسمع عن النبي ، ولم أسمع منه مباشرةً ، فترك الغنيمات وذهب إلى النبي يسمع منه بنفسه وتصحبه سحابة يومه ، هذا الإنسان صار فاتح مصر ، وفاتح الشام ، وفاتح جزيرة رودس في البحر المتوسط ، وصار أكبر عالم من علماء الصحابة ، وأكبر قارئ قرآن ، لمَّا ترك الغنيمات ، وكان مجرد راعٍ ، فصار عالمًا جليلاً ، وصار واليَ مصر ، وفاتح الشام ، وفاتح رودس .
" ما ترك عبدٌ شيئًا لله إلاّ عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه "
أنا لن أقول لك جرِّب الله ، ولا أقول لك شارِط الله ، ولكن أنقلُ لك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، تركُ أمرٍ لله ، تركُ مبلغ لله ، إذا لم تأخده أضعافًا مضاعفة بطريق حلال، فإنّ الدين يكون باطلاً ، ؛" ما ترك عبدٌ شيئًا لله إلاّ عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه " .
دائماً كن مع الله ، دائماً كن مع الحق ، ضع مصلحتك تحت قدمك ، قل : يا ربِّ أبتغي رضاك ، والله عز وجل لا ينساك .
الخلاصة في الهجرة ثلاثة دروس :
أول درس ، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ولو كلفني ترك بلدي ، فإذا مُنِع المسلم من الصلاة ، مُنِع أن يقيم شعائر الله ، "ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها" ، فلا عذر لك أبدً ، لكن نحن والحمد لله نقيم شعائر الله بشكلٍ رائع ، وما من بلدةٍ في العالم كهذه البلدة الطيبة ، التي يعرف الجميع أن الله سبحانه وتعالى ، كما قال النبي: رأيت عمود الإسلام قد عمد به إلى الشام .
هذه نعمة كبيرة ، وإن شاء الله في بدرس قادم ، نتحدث عن الهجرة المعاكسة ، كيف أنّ الإنسان لمّا يترك بلدًا فيه مجالس علم ، وتقام فيه شعائر الله عز وجل ، من أجل الدرهم والدينار ، يضيع دينه ، وعرضه ، وأولاده ، هذه هجرة معاكسة ، في سبيل الشيطان
والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة الانفال 4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الانفال 3
» سورة الانفال 5
» سورة الانفال 6
» سورة الانفال مقتبس
» سورة الانفال تابع-2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشباب المسلم لكل الجزائرين و العرب :: الفئة الأولى :: المنتدى الاسلامي :: كتاب الله القران الكريم-
انتقل الى: