توهان الإنسان.. بين قلبٍ نابض.. وعقل واعٍ صارم..
كان يا مكان.. في قديم الزمان.. وُلد هذا الإنسان..
للخير ساعٍ ومجتهد.. وللشر لاهٍ ومبتعد..
يسعى بما أعطاه الله من عُمرٍ.. وعقلٍ.. وخِبرة بالحياة..
وتعلُماتٍ استفاد منها من عثراته وأخطائه..
بعقله يقرر.. وبه يفكر.. ومنه يستمد الحكمة والأنة..
وبقلبه يزن المشاعر.. ويحس بالآخرين.. وينبض للعالم..
وبيومٍ تاه هذا الإنسان.. وتوقف لحظة ولم يجد لمكانه مكان..
صار قلبه يعقل مكان عقله.. وصار عقله يراقبُ من بعيد ولا ينهاه عن أي قرار..
صار القلب يُحب ويستشعر وينبض.. ويزنُ الأمور ويستشعرها ويقرر أيضًا..
العقلُ استفاق من اتكائه على عرشٍ نائم.. وأيقظ الإنسي من تثائباته..
وانتحى القلبُ من مكانه.. ذليلاً.. متهاونًا.. تاركًا مكانه للعقل..
وتربع العقل على عرش كيان نفس الإنسان..
وبدأ بدراسة جل الحسابات الفائتة.. فمزق جل ما أتلفته أيدي القلب ودقاته ونبضاته..
وأعاد كتابة كل شيء من جديد.. ووضع النقاط على الحروف من جديد..
اختفى القلب يراقبُ من بعيد.. يرى قوة العقل وجبروته.. ويتساءل عن سر قوته وثبوته..
كيف هان له أن يمزّق جل سجلات الحياة بضربة واحدة..
كيف هان له أن يمحو كل ما كُتب بدقات القلب.. ليُعيد كتابته من جديد.. بشكلٍ جديد..
ولم ينبت القلب ببنت شفة.. وظل يراقب من بعيد..
والعقل يثور ويجول في النفس والروح..
يأمر وينهي.. ويُغير أرائك.. ومكاتب.. وأوراق.. وملفات.. ما بجسم الإنسان..
وصار الإنسان يعيش التناقض والتباين والاختلافات..
صار يُفكر بما وضعه من جديد اللبنات والأساسات..
وصار يبحث عن قلبه داخله..
صار يخاف أن يستنجد بالقلب عله يُخرّبُ قراراتٍ مصيريةٍ..
صار يخاف أن يستشيره بما ألمّ به من ألم، علّه يركن إليه من جديد..
واستمر العقل بالأمر والنهي وإعطاء الأوامر..
واقتنع الإنسان بقراره الصائب.. وأسكن القلب سجنًا مؤبدًا..
وألجم لسانه عن الكلام.. ويده للقرار..
وعن قريب سيُصدرُ عليه حكمٌ بالإعدام..
1- تـرى كيف يمكن الموازنةُ في الحياة بين القلب ونبضاته، وبين العقل وقراراته؟؟
2- وكيف يمكن خلق التوازن بين العقل والقلب.. دون نبذ أحدهما عن الجسم؟؟
3- وهل نبذ أحدهما عن قراراتنا سيؤدي إلى التهلكة والندم لاحقًا.. أم أنه عين القرار؟؟
4- أرى شخصيًا أن القلب والعقل يجب أن يكونا جنبًا إلى جنب معًا في كل شيء صديقين في السراء والضراء..
فهل توافقونني الرأي؟؟ إن كان نعم.. فكيف السبيل إلى ذلك؟؟
ومن أرهقته أسئلتي الدقيقة تلك.. فليقل ما يشاء.. مادامت الفكرة قد وصلته..
وبارك الله فيكم.. ^_^
--------------------------------------------------------------------------------
أخوتي في الله، أحبكم في الله