منتدى الشباب المسلم لكل الجزائرين و العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشباب المسلم لكل الجزائرين و العرب

منتدى ديني اسلامي ثقافي علمي تاريخي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اتمام ---7

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
boukais soufiane




ذكر عدد الرسائل : 191
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 08/11/2008

اتمام ---7 Empty
مُساهمةموضوع: اتمام ---7   اتمام ---7 I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 19, 2008 1:56 am

إن العلم يثبت بما لا شك فيه أنّ هناك بعض الأمراض التي تنقل بالعدوى وهذا ما يعرفه أغلب النّاس حتّى غير المثقّفين، أمّا طلبة العلوم الذين يدرسون علم الطّب في الجامعات، فإنّهم إذا ما قيل لهم بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينكر ذلك، فإنّهم سيسخرون ويجدون منفذاً للطّعن على نبي الإسلام خصوصاً منهم الأساتذة العلمانيين الذين يبحثون عن ثغراتٍ مثل هذه، ومع الأسف الشّديد فإنّ من الأحاديث التي أخرجها البخاري ومسلم تؤكّد على عدم العدوى، وفيها أيضاً ما يؤكّد أنّ هناك عدوى، ونحن إذ نسجل هنا هذه التناقضات تحت عنوان النّبي يتناقض، لا نؤمن بأنّه (صلّى الله عليه وآله) تناقض مرةً واحدة في أقواله أو في أفعاله، ولكن جرياً على العادة لجلب مهجة القارئ حتى يتنبه إلى الأحاديث التي وضعت كذباً وبهتاناً على صاحب الرّسالة المعصوم، ويعرف قصدنا من تخريج أمثال هذه الأحاديث لتنزيه النّبي (صلى الله عليه وآله) وإعطاءه مكانته العلميّة التي سبقت كل العلوم الحديث فليس هناك نظرية علمية صحيحة تتعارض مع حديث نبويّ صحيح، وإذا ما تعارضت أو تناقضت عرفنا بأنّ الحديث مكذوب عليه (صلى الله عليه وآله) هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنّ الحديث نفسه قد يعارضه حديث آخر يتماشى مع النظرية العلمية فيجب قبول الثّاني وطرح الأول كما لا يخفى.

ومثال على ذلك أسوق حديث العدوى لأنه مهمّ في البحث ويعطينا صورة حقيقة على تناقض الصّحابة والرّواة والوضّاعين لا على تناقض صاحب الرّسالة (صلى الله عليه وآله) فذلك لا يمكن أبداً. فالبخاري في صحيحه يذكر الحديثين وأنا أقتصر عليه لأنه اصحّ الكتب عند أهل السنّة لئلا يذهب المتأوّلون عدّة مذاهب فيقول قائل بأنّه قد يثبت عند البخاري حديثاً ويثبت عكسه عند غيره من المحدّثين، ويلاحظ القارئ بأنني في هذا الباب اقتصرت على البخاري وحده، في تناقض الأحاديث.

أخرج البخاري في صحيحه من كتاب الطّب في باب لا هامة، عن أبي هريرة: قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لا عدوى ولا صفر ولا هامة» فقال أعرابي: يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظّباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فمن أعدى الأوّل؟

اُنظر إلى هذا الأعرابي كيف يهتدي بفطرته إلى طبيعة الأمراض المعدية من خلال البعير الأجرب الذي يجرب كل الإبل إذا خالطها، بينما لا يجد الرّسول جواباً على سؤال الأعرابي يقنعه به، فيقول: فمن أعدى الأول؟ ويصبح هو الذي يسأل.

وهذا أيضاً يذكّرني بالطبيب الذي سأل الأم التي جاءت بولدها المصاب بالحصبة: هل عندكم في البيت أو في الجيران من هو مصاب بهذا الداء؟ فقالت الأم: كلاّ، فقال الطّبيب لعلّه التقطها من المدرسة؟ فأجابت الأم على الفور: كلاّ إنه لم يدخل بعد إلى المدرسة فعمره أقل من خمس سنين، فقال: ففي الروضة إذن، قالت: لا إنه لا يذهب للروضة. فقال الطبيب: لعلّك ذهبت به إلى زيارة بعض أقاربك أو زاركم بعض الأقارب الذي يحمل الجرثومة، فأجابت بالنفي! وعند ذلك قال لها الطبيب: جاءت إليه الجرثومة في الهواء.

نعم فالهواء يحمل الجراثيم والأمراض المعدية وقد يصيب قرية كاملة أو مدينة بأكملها ولذلك وجد التلقيح والوقاية لما قد تحمله الرّياح من أمراض فتاكة كالوباء والطّاعون وغير ذلك، فكيف يخفى كل ذلك على من لا ينطق عن الهوى؟ إنّه رسول رب العالمين الذي لا يعزب عن علمه شيء إنّه لا يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ولذلك نحن نرفض هذا الحديث ولا نقبله أبداً ونقبل الحديث الثاني الذين أخرجه البخاري نفسه وفي نفس الصفحة ونفس الباب وفي نفس الحديث إذ يقول: وعن أبي سلمة سمع أبا هريرة بعد يقول: قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لا يوردنّ ممرض على مصحّ، وأنكر أبو هريرة حديثه الأول، قلنا: ألم تحدّث أنّه لا عدوى، فرطن بالحبشية، قال أبو سلمة: فما رأيته نسي حديثاً غيره.

مع أنّ الحديثين المتناقضين (لا عدوى، ولا يوردنّ ممرضٍ على مصحّ) رواهما أيضاً مسلم في صحيحه في كتاب السّلام باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول ولا يوردنّ ممرض على مصحّ.

ومن خلال هذه الأحاديث نعلم أنّ حديث لا يوردن ممرض على مصح هو الحديث الصحيح الذي قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنه لا يتناقض مع العلم وأمّا حديث لا عدوى فهو مكذوب عليه لأنّه حديث جاهل بالحقائق الطبيعية ولذلك فهم بعض الصّحابة تناقض الحديثين فعارضوا أبا هريرة واستغربوا منه حديثه الأول، ولم يجد أبو هريرة مخرجاً من هذه الورطة فرطن بالحبشية. يقول شارح البخاري: تكلّم غضباً بما لا يفهم!..

ومما يزيدنا تأكيداً بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان أسبق مما أثبته العلم حديثاً في خصوص الأمراض المعدية أنّه كان يحذّر المسلمين من الطّاعون ومن الجذام ومن الوباء وغير ذلك.

أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الأنبياء باب حدثنا أبو اليمان وكذلك مسلم في صحيحه كتاب السّلام، باب الطاعون والطيرة والكهانة وغيرها.

* عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل، أو على من كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه، وفي رواية لا يخرجكم إلاّ فراراً منه.

وقد صح عنه (صلى الله عليه وآله) قوله في هذا المعنى: فرّ من المجذوم فرارك من الأسد، وقوله: إذا شرب أحدكم فلا يتنفّس في الإناء وقوله: إذا ولغ الكلب في أناء أحدكم فاغسلوه سبع مرات أحداهن بالتراب كل ذلك ليعلم أمته النظافة وأسباب الصحة والوقاية، لا أن يقول لهم: إذا سقط الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، وهذا سبق الحديث عنه فليراجع.

على أنّنا نجد التناقض ظاهراً حتى في ما يختصّ بالهامة التي كان يتشاءم العرب بها وهي الطائر المعروف من طير الليل وقيل هي البومة وهو تفسير مالك بن أنس ـ فإذا كان النّبي صلّى الله عله وآله وسلّم يقول: لا هامة فكيف يتناقض ويتعوّذ منها.

فقد أخرج البخاري في صحيحه من كتاب بدء الخلق باب يزفّون النسلان في المشي من جزءه الرابع صفحة 119.

عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعوّذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق. أعوذ بكلمات الله التامّة من كلّ شيطان وهامّة ومن كل عين لامّة.

نعم أردنا في هذا الفصل أن نذكر بعض الأمثلة من الأحاديث المتناقضة التي تنسب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو منها بريء.

وهناك مئات الأحاديث الأخرى المتناقضة التي أخرجها البخاري ومسلم في صحيحيهما وقد ضربنا عليها صفحاً لما عوّدنا القارئ دائماً بالاختصار والإشارة، وعلى الباحثين أن يكبّوا على دراسة ذلك عسى أن يطهر الله بهم سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويثيبهم الأجر العظيم ويكونوا سبباً في تنقية الحق من الأباطيل ويقدّموا إلى الرجل الجديد أبحاثاً قيّمة تكون في مستوى رسالة الإسلام.

«يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرّأه الله ممّا قالوا وكان عند الله وجيهاً يا أيها الذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً» [سورة الأحزاب: الآية 71].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اتمام ---7
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشباب المسلم لكل الجزائرين و العرب :: الفئة الأولى :: المنتدى الاسلامي :: عالم الاحاديث النبوية-
انتقل الى: