منتدى الشباب المسلم لكل الجزائرين و العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشباب المسلم لكل الجزائرين و العرب

منتدى ديني اسلامي ثقافي علمي تاريخي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة الانفال مقتبس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
boukais soufiane




ذكر عدد الرسائل : 191
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 08/11/2008

سورة الانفال      مقتبس Empty
مُساهمةموضوع: سورة الانفال مقتبس   سورة الانفال      مقتبس I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 21, 2008 3:29 am

سورة الأنفال (Cool : الدرس 1/6 لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي
الدرس : 013 - آ .
الموضوع : الإصلاح ، الآية 1 .
التدقيق اللغوي : الأستاذ غازي القدسي .
التنقيح النهائي : المهندس غسان السراقبي .



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أيها الإخوة الكرام ؛ يتوهم المسلمون أنّ أوامر الدين تقتصر على العبادات الخمس التي أشارت إليها الأركان الخمسة للإسلام ؛ من صلاة ، وصيام ، وحج ، وزكاة ، ونطقٍ بالشهادة .
لكن الحقيقة ؛ واسمعوا لهذه القاعدة ، أنّ كل أمرٍ في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، أيّ أمرٍ في القرآن الكريم يقتضي الوجوب .
لذلك أنت أمام ، آلاف بل عشرات الآلاف من الأوامر الإلهية ، وإذا كنت مؤمناً حقاً فكل آيةٍ قرآنيةٍ تتوجه إلى المؤمنين تشير إلى أمر : "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " .
( سورة التوبة :119)
هذا أمر ، " فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " .
(سورة الأنفال الآية : 1)
هذا أمر " وأقيموا الصلاة " .
( سورة البقرة : 43 )
هذا أمر ، فأيّ أمرٍ في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، وأنت حينما تقرأ كلام الله عز وجل ، انتبه إلى أفعال الأمر ، إذا أتى أمر فلم تتحرك نحو تطبيقه فلست مؤمناً .
والآن ما الأمر ؟ :
ما هي ذات البين ، هي النفس التي بين جوانحك ، أنت الآن مأمور من قِبَلِ الله عز وجل بآيةٍ قطعية الدلالة ، قطعية الثبوت أنْ تصلح ذات بينك ، وكيف تصلح ذات بينك ‍؟ عن طريق تطهيرها من الأدران ، وتحليتها بالكمال ، عن طريق تطهيرها من الأدران ، فأمراض النفس كثيرة ، الِكبرُ من أمراض النفس ، الأثرةُ من أمراض النفس عدم الإنصاف من أمراض النفس ، المحاباة من أمراض النفس ، النفاق من أمراض النفس ، العجُب من أمراض النفس ، الحقد من أمراض النفس ، القسوة من أمراض النفس ، "أصلحوا ذات بينكم " ، بتنقية نفوسكم من النقائص ، من الأدران ، من الأمراض ، هذه الأمراض هي التي تعذِّب صاحبها يوم القيامة ، بل إن أمراض الجسد تنتهي عند الموت لكن أمراض النفس تبدأ تأثيراتها السلبية المؤلمة الساحقة المُشقية عند الموت .
قال تعالى : "أصلحوا ذات بينكم " لا يُكتفَى بتطهير النفس من الأدران ، لا بد من تحليتها بالكمال ، تحليتها بالرحمة ، بالإنصاف ، بالإيثار ، بالتضحية بالإكرام ، بالالتزام ، بالتواضع ، هذا هو المعنى الأول ، وللآية ثلاثة معانٍ :
المعنى الأول أصلح نفسك ، والدليل : "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " .
( سورة : الشعراء 89 )
إذاً في جزء من وقتك يجب أن تستبطن ذاتك ، أن تتأمل هل هناك أغلاط ؟ هل هناك أمراض ؟ هل هناك أدران ؟ هل هناك نقائص ؟ هل هناك أمراض نفسية ؟ أفيَّ حقد وفيَّ كبر ؟ أفيَّ عُجب ومحاباة ؟ أعنديَ نفاق وتدليس ؟ ألديَّ تدجيل وتزوير ؟ ، هذه كلها أمراض تهلك صاحبها ، بعد أن كرمك الله بأن تتخلى ، أو أن تتطهر من هذه الأمراض ، هل هناك كرم ؟ هل هناك عفو ؟ هل هناك رحمة ؟ التخلية والتحلية ، التطهير والتنوير .
إذًا حسب المعنى الأول " ذات بينكم " أي النفس التي بين جوانحكم ، أمّا المعنى الثاني ، "أصلحوا ذات بينكم " أصلح ما بينك وبين إخوانك ، فما يكون لديكم تقاطع ، ولا تدابر وبغضاء ، ولا شحناء ، وخصومات ، مثل علاقات مالية سيئة ، علاقات اجتماعية سيئة ، "أصلحوا ذات بينكم " أصلح ما بينك وبين المؤمنين ، وهم أولى الناس بمودتك ، وأصلح ما بينك وبين الناس عامةً .
فما بينك وبين الناس قد يزول بالاعتذار ، بحل مشكلة ، فأحيانًا تنشب في خصومةٌ بينك وبين أخٍ ، فهديةٌ كما قال عليه الصلاة والسلام : هذه الهدية تذهب بوحل الصدر ، اعتذار ، اعتراف ، أداء حقوق ، طلب مسامحة ، تقديم هدية ، فهذه العلاقة السيئة ، هذه الخصومة ، هذه المشاحنة ، هذا الحقد ، هذا الارتباك ، هذا الاضطراب يجب أن يزول، وممكن إزالته وأنت على وجه الأرض ، هو قضية سهلة ، لأن حقوق العباد مبنية على المشاححة ، أيْ أدِّ الحق يسامحك ، أدِّ الحق يعفُ عنك .
المعنى الثالث ، أصلحْ ما بين الناس .
أولاً أصلح نفسك التي بين جنبيك داخلياً .
ثم أصلح ما بينك وبين الآخرين ، فهذه علاقة أنت أحد أطرافها .
ثم أصلح ما بين شخصين .
الإنسان المؤمن دائماً يصلح ولا يفسد ، يصل ولا يقطع ، فإذا دخل إلى بيت أخته مثلاً ، وأثنى على زوج أخته ، يقرِّب بين الزوجين ، أما إذا ذمَّ زوج أخته ، ما هذا البيت ؟! كيف وسعكما ؟! والله يليق بكِ قصر ، ماذا فعلت أنت ؟ لقد أفسدتَ بين أختك وزوجها ، أما إذا أثنيت على أخلاق صهرك ؛ إنسان شهم ، طيب ، والأصل الأخلاق يا أختي ، وهذا رجل عظيم ، وأسأل الله أنْ يكرمه لكل تكرمة ، فهذا كلام ، وذاك كلام ، لكن شتّان بين الإيجاب والسلب .
المؤمن دائماً يصلح بين زوجين ، بين أخوين ، بين شريكين ، بين أب وابنه ، بين أخ وأخيه ، بين شريك وشريكه ، دائماً يصلح ، ولا يفسد ، والشيطان دائماً يفسد ، كيف ما تحرك قطع العلائق ، فأول معنى ، أصلح نفسك ، بتطهيرها من الأدران ، وتحليتها بالكمال .
المعنى الثاني ، أصلح ما بينك وبين إخوانك ، وكن منصفًا ، أدِّ الذي عليك ، اعتذر إذا وقعتَ في خطأ ، أدِّ الحق إذا كان عليك حق ، وإذا كنتَ مقصِّرًا فعالج التقصير ، وإنْ تُحل القضية بهدية فقدِّم هدية ، وإنْ تُحل بزيارة فزرْهُ ، وبادره بالزيارة، لا تسمح ببقاء علاقة متوترة ، ولا علاقة متشنجة ، لا تَدَعْ حقدًا ، أو خصومة ، أو انحرافًا يفرِّق بينك وبين الآخرين ، أصلح ذات بينك .
الحالة الثالثة ، أنت تعيش في مجتمع ، لك جيران ، لك أقرباء لك أزواج بنات، لك أزواج أخوات ، لك أصهار ، لك أولاد ، حاول أنْ تقرِّب بين الناس .
لذلك أفضل شفاعةٍ أن تشفع بين اثنين في نكاح .
قال لي رجل : شكوت إلى أخٍ أختَه ، أخ زوجته ، أختك تفعل معي كذا ، أختك تفعل كذا .
قال له : طلقها ، واللهِ هذا أحسن لك ، أهذه نصيحة !؟ لكني أقول : هذه قبيحة وليست نصيحة .
قال له : طلقها أحسن لك ، هذا إنسان مفسد ! فالشيطان دائماً يحلو له الإفساد، تقطيع العلاقات ، إيقاع ذات البين ، إقامة هوّة بين الناس ، المؤمن من صفاته الأساسية، يقرب ، يوحد ، يؤلف .
لذلك أحيانًا كلمة قد تكون مدمِّرة ، " إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً " لا يلقي لها بالاً ، " لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه "
قال : " يا رسول الله وهل نؤاخذ بما نقول ، قال ويحك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ".
قضية كبيرة ، فهذه آية ، لتَكُن القاعدة عندك ؛ وهي أنّ كل أمرٍ يقتضي الوجوب ، فأنت لستَ أمام خمسة أوامر في القرآن ، صوم ، وصلاة وحج ، وزكاة ، أنت أمام مئة ألف أمر ، هذا أمر منها .
قال لك : "اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" ، يجب أن تكون مع المؤمنين ، أن تكون معهم بكلِّيتك.
قال لك الله عز وجل :" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " .
( سورة الكهف : 28 )
هذا أمر .
فاقرأ القرآن ، وكلما وقفت على أمرٍ دقق ، أين أنا من هذا الأمر ؟ هل أنا مطبقٌ له ؟ فهذا أمر ، "فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " ، أصلح نفسك وحدها ، وأصلح ما بينك وبين الآخرين ، وأنت طرفٌ ، وأصلح بين اثنين ، وهذا من صفات المؤمن ، والقرآن كما قال سيدنا علي : حمَّال أوجه ، أيْ له أوجه كثيرة .
إذاً مرة ثانية : "يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين" ، فإذا حفظ الإنسان هذه الآية ، وكلما جلس مع أخ ، بيَّن له معناها ، ولها ثلاثة معانٍ بسيطة :
أصلح نفسك بالاتصال بالله تشفَ من أمراضك .
أصلح نفسك بالاتصال بالله تتحلَّ بالكمال ، كمِّل نفسك أولاً ، وكل علاقة ، مع أقربائك، مع جيرانك ، مع زبائنك ، مع أصحابك ، مع زملائك بالمهنة ، أصلحها ، بالاعتذار ، بأداء الحقوق ، بتقديم هدية ، وكذلك أصلح بين اثنين إنْ كنت تعرف بوجود خصومة بين زوجين ، الزوج يكون ابن أخيك فرضاً ، والزوجة تكون بنت أختك مثلاً ، لا تقل: يصطفلوا ! "ينباعوا بالعزى" ! "فخار يكسر بعضه" ، هذا من أخلاق الشيطان ، لكنك أصلح ذات بينك ، وذات بين الناس .
أحيانًا تنشأ بين زوجين خصومة ، فالزوج ركِب رأسه ، والزوجة ركبت رأسها ، فهما يحتاجان طرفًا ثالثًا يوفِّق بينهما ، يكون هو كبش الفداء ، اذهب وزُرْ أهل الزوجة ، وبيِّن لهم شمائل الزوج ، وزُرْ الزوج ، وأقنعه أنّ زوجته جيدة ، وفِّق بينهما ، المؤمن من شأنه أن يصلح ، والمنافق من شأنه أن يفسد ، ودائماً يقطع العلاقات ، أمّا المؤمن فإنّه يصلها ، والنبي يقول : "ليس منا من فرق " ، ليس منا ، يعني برئ النبيُّ منه ومِمّن يفرّق بين الناس ، أحيانا يفرق بين علماء المسلمين ، يحضر مجلسَ علم ، يسمع كلمة فيخطفها خطفًا ولم يفهمها ، ينقلها لعالم آخر ، سيدي هكذا قال فلان ، فما قولكم ، فتحرجه أنت بكلام غلط ، تحدث أحيانا خصومات بين دعاةٍ ، ما السبب ؟ هم كلهم على حق ، لكن لأنّ النقل عنهم غلط ، النقل عنهم كان مغلوطًا .
فالمؤمن يصلح دائمًا ، ولا يفسد ، يصل ولا يقطع .
آخر حديث : أمرني ربي بتسع ؛ خشية الله في السر والعلانية ، كلمة العدل في الغضب والرضى ، القصد في الفقر والغنى ، وأن أصل من قطعني ، وأن أعف عمن ظلمني ، وأن أعطي من حرمني ، وأن يكون صمتي فكراً ، ونطقي ذكراً ، ونظري عبرةً ، والحمد لله رب العالمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة الانفال مقتبس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الانفال 3
» سورة الانفال 4
» سورة الانفال 5
» سورة الانفال 6
» سورة الانفال تابع-2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشباب المسلم لكل الجزائرين و العرب :: الفئة الأولى :: المنتدى الاسلامي :: كتاب الله القران الكريم-
انتقل الى: