منتدى الشباب المسلم لكل الجزائرين و العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشباب المسلم لكل الجزائرين و العرب

منتدى ديني اسلامي ثقافي علمي تاريخي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة الانفال 6

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
boukais soufiane




ذكر عدد الرسائل : 191
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 08/11/2008

سورة الانفال 6 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الانفال 6   سورة الانفال 6 I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 21, 2008 3:38 am

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أيها الإخوة الكرام ؛ الآية التاسعة والخمسون ، من سورة الأنفال ، وهي قوله تعالى :


بالنسبة لهذه الآية فقد وردت آياتٌ أخرى ، تشبهها في المعنى نفسه ، فما معنى أن يظن الكافر أنه سبق الله عز وجل ؟ " ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا" .
علماء التفسير قالوا : ظن الكافر أنه سبق ، بمعنى أنه فعل شيئاً في كون الله لا يريده الله ، وهذا مستحيل ، لأن الحقيقة التوحيدية ، أن كل شيءٍ وقع أراده الله ، معنى أراده الله ، أي سمح به ، وكل شيءٍ أراده الله وقع ، وإرادة الله متعلقةٌ بالحكمة المطلقة ، وحكمته المطلقة متعلقةٌ بالخير المطلق .
ما معنى حكمة مطلقة ؟ الإنسان حينما يكون عادلاً يكون عدلُه نسبيًا ، فلو أن قاضياً عادلاً أصدر تسعةً وتسعين حكماً عادلاً ، وحكماً واحد ظالماً ، يوصف عند بني البشر بأنه قاضٍ عادلٌ ، لأنه غلب على أحكامه العدل ، لو حكم في تسعين حكمًا بالعدل، وفي عشرة بالغلط ، فهو عند الناس قاضٍ عادل ، هذا في حق البشر ، أما في حق خالق البشر ، إذا قلنا : الله عادل ، وهو المتَّصِف بالعدل يعني : منذ أن خلق آدم إلى يوم القيامة ، لو أن نملةً ظلمت ليس بعادل ، لو أن إنساناً واحداً من آدم إلى يوم القيامة ، لم يُعطَ حقه فليس بعادل ، الله عدلُهُ مطلق ، الإنسان عدلُه نسبي ، فربنا عدالته مطلقة.
ما معنى حكمته مطلقة ؟ يعني إذا كان تصرف واحد لله عز وجل ليس فيه حكمة، فليس بحكيم .
لذلك ، كل شيء وقع أراده الله ، وكل شيءٍ أراده الله وقع ، وإرادة الله متعلقةٌ بالحكمة المطلقة ، والإنسان متى لا يكون حكيمًا ؟ في حال جاءه ضغط شديد ، فاضطر أن يقول قولاً ، أو أن يفعل فعلاً ليس مقتنعًا به ، يا أخي والله مضغوط ، وعليّ ضغطٌ شديدٌ ، فقال قولاً ليس مقتنعًا به ، أو فعل فعلاً ليس موقناً به ، أو وقع تحت إغراء شديد، فيفعل شيئاً غير حكيم ، بدافعٍ من شهوته ، أو لنقصٍ في علمه ، فهو إمّا لديه نقص في العلم ، أو ضغطٌ إكراهي ، أو إغراءٌ شديد ، لكن هذه الحالات الثلاثة هل تليق بالله عز وجل ؟ مستحيل .
إذاً حكمته مطلقة ، ما معنى حكمته مطلقة ؟ أن أي شيءٍ لو كان على خلاف ما كان ، فالله ليس بحكيم ، عطاؤه وَفق الحكمة ، منعه وفق الحكمة ، إعزازه وفق الحكمة ، إذلاله وفق الحكمة ،وعندنا دليل قطعي على ذلك :
" قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير " .
( سورة آل عمران : 26 )
ما قال : بيدك الخير والشر ، لا ‍، بل الخير فقط ، فالإعزاز خير والإذلال خير ، حكمة مطلقة ، يعني كيف تكون حكمة مطلقة ، مثلاً أب طبيب جراح ، شعر أنّ ابنه عنده التهاب ، وإذا لم يسعفه خلال ساعة فلعله تقضي عليه ، أليس من الحكمة أن يأخذ ابنه إلى المستشفى ، وأن يمسك المبضع ، وأن يفتح بطنه ، والدم يخرج ، ويأتي بملاقط ، يشد هذه الشرايين ، ويستأصل الزائدة ، بعد أن يخدره ، الحكمة المطلقة فتح البطن .
لذلك كل شيءٍ وقع أراده الله ، وكل شيءٍ أراده الله وقع وإرادة الله متعلقةٌ بالحكمة المطلقة ، وحكمته المطلقة متعلقةٌ بالخير المطلق ، والدليل : "بيدك الخير "، ما قال : والشر ، " وأنه على كل شيء قدير" .
( سورة الحج : 6 ) .
أما معنى قوله تعالى : "ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا "، يعني الكافر مهما كان قوياً ، لا يمكن أن يفعل شيئًا ما أراده الله ، لكل شيءٍ حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .
لكن قد يقول قائل : هناك قتل ، هناك سرقة ، هناك زنى ، كيف أن الله سمح بها؟ الجواب : الإنسان مخير ، وعلى هذا الشرط جاء إلى الدنيا ، "إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " .
( سورة الإنسان : 3 )
" وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى " .
( سورة فصلت : 17 )
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " .
( سورة الكهف : 29 )
" ولكل وجهة هو موليها " .
( سورة البقرة : 148 )
الإنسان مخير ، لكن إذا اختار السرقة ، لا يستطيع أن يسرق ممن شاء ، فهو لا يسرق ، إلا ممن يشاء له الله أن يُسرق ، ففي الأمر تنسيق .
قال تعالى : "وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون " .
( سورة البقرة : الأنعام 129 ) .
إذاً إذا وقع شرٌ في الأرض ، لا نقول : إنّ الله أراده ، نقول : سمح به ، فما معنى أراده الله ؟ أيْ سمح به .
لذلك في التوحيد ، أراد ولم يرضَ ، أراد ولم يأمر ، يعني ما أمر بالزنى ، ولا رضي الزنى ، ولكن سمح به ، "الزاني لا ينكح إلا زانية " .
( سورة النور : 3 )
سمح به لأن الإنسان مخير ، وجاء إلى الدنيا على هذه الطريقة ، وهذا أساسُ التكليف .
أما معنى : "ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا "، يعني الكافر لا يستطيع أن يفعل شيئًا ما أراده الله ، وما دام وقع الشيء فقدْ أراده الله ، قال تعالى : " حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغنَ بالأمس إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون والله يدعو إلى دار السلام " .
( سورة يونس : 24 ـ 25) .
لو شاهدت حربًا عالمية ، لو شاهدت دولة أغارت على دولة هذا بأمر الله عز وجل ، وليس كما يقولون : الله لا دخلَ له ، فالله في السماء ، فاعلمْ أنّ الله عز وجل قال : "وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ".
( سورة الزخرف :84 ) .
أساساً الغربيون يعتقدون أن الله خلاقٌ وليس فعالاً ، لكن المؤمنين يعتقدون ، وهم على حق فيما يعتقدون ، أن الله خلاقٌ وفعال في الوقت نفسه ، بيده الأمر ، " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " .
( سورة الأنفال : 17 )
"يد الله فوق أيديهم " .
( سورة الفتح :10 ) .
إذاً : ما معنى "سبقوا "؟ أي أنهم فعلوا شيئاً ما أراده الله ، فكل شيء تسمعه في الأخبار وقع فقد أراده الله ، وليس المعنى أنّه رضي به ، ولا أنّه أمر به ، بل وقع ، لأنه سمح بوقوعه لحكمةٍ مطلقة ، لكن ما أراده ، ولا أمر به .
المعنى الثاني ، الكافر لا يُعجز الله عز وجل ، في بعض معامل الحديد رافعةٌ ضخمة مغناطيسية ، عبارة عن سطح حديدي حوله وشيعة كهربائية ، فإذا وقفت الرافعةُ كان الرافعة أو وقعت على كوم من الحديد ، قد يكون عشرين طنًا ، فهذه الرافعة ترفع الكمية بأكملها ، لو أراد إنسان أن ينتزع قطعة منها فلن يستطيع ، لأنّ الشدَّ قوي ، لكن العامل الذي على هذه الرافعة ، لو ضغط زرًا ، مقدار ربع ميلي وقطع الكهرباء عن هذه الوشيعة ، كل هذه الحمولة تسقط ، " إنهم لا يعجزون " .
( سورة الأنفال : 59 )
هذا مثل ذكرته لكم ، فأيّ إنسان تراه قوياً ، لو أن الله شاء له أن يضعف لتهاوى أمامك كبيت العنكبوت ، انظُر إلى قلعة كبيرة من قلاع الأرض ، قلاع الكفر ، كيف تهاوت كبيت العنكبوت ، " ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون " ، هذا الكلام يبث في قلب المؤمن الطمأنينة ، فالله عز وجل خلقك وما أسلمك لأحد ، فلو أسلمك لأحد لو يأمرك بعبادته ، وقلت عندئذٍ : يا رب أنا سأعبد ذاك لأنّ أمري بيده ، قال لك :" وإليه يرجع الأمر كله " .
( سورة هود : 123 )
وما أمرك أن تعبده إلا بعد أن طمأنك ، "وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه " ، ما أمرك أن تعبده إلا بعد أن طمأنك أن أمرك كله عائدٌ إليه ، الآية دقيق معناها ، وهذه الآية تَرِدُ كثيراً في القرآن ، أنا أذكر أنّها وردتْ أكثر من عشرين مرة ، "ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا " ، يعني الحروب العالمية ، أعمال القوى الشريرة في الأرض ، هذه لا تكون إلا بمشيئة الله ، والله عز وجل مشيئته كلها حكمة ، حكمة مطلقة ، لكن نحن نرى في الدنيا دمارًا ، ونقصًا في الأموال ، وزلازل ، وبراكين ، وحروبًا أهلية ، لكن الله سبحانه وتعالى يُعِدُّ الناس للآخرة ، لذلك فإذا ضحى بدنياهم من أجل أن يستفيدوا خلودًا في الجنة فلا مانع ، عالِم من علماء البلاد التي تعاني القهر ، والتطهير العرقي أُجرِيت معه مقابلة ، قال : نحن لم نكن مسلمين من قبل ، والآن أصبحنا مسلمين ، وعرفنا أننا كنّا منحرفين ، لقد ردَّتهُم المصائبُ إلى صوابهم ، معنى ذلك أن الإنسان يتألم ، فيردّه الألمُ إلى كتاب الله بعد المعاناة ، " ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون " ، الإنسان في قبضة الله دائماً ، في أيّة لحظة هو في قبضته ، ولا يفعل الكافر شيئاً إلا إذا أراده الله ، ولا يستطيع أن ينجوَ من قبضة الله ، أين المفرُّ ، "قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم "
( سورة الجمعة : 8 )
هذه الآية فيها إعجاز ، إذا كان الشخصُ هاربًا من شخص آخر ، والخوف يلاحقه ويطارده ، وفجأة وجده نفسه يصعق ، " قل إن الموت الذي تفرون منه "، " فإنه ملاقيكم " ، فليس لأحد مهرَب .
أصاب شخصًا مرض عضال ، فاعتنى عناية فائقة بنفسه ، إلى درجة غير معقولة ، يعني من شدة خوفه من أن يموت بهذا المرض ، فلم يعُد يأكل إطلاقاً إلاّ قليلاً واعتنى بالرياضة ، والمشي والحمية ، جاء صهره من السعودية ، فذهبا معًا في نزهة إلى الزبداني ، فوقع لهما حادث في الطريق بالحادث ، فمات في هذا الحادث ، كان خائفًا أن يموت بمرض في قلبه ، فمات بحادث ، فالمعنى ، " قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ".
أين المفر ، " لا ملجأ من الله إلا إليه " .
( سورة التوبة : 118 )
لا ننجو من بأس الله ، إلا إذا كنا معه ، لا ملجأ من الله إلا أن نكون في طاعته ، فالآية دقيقة ، ولها مثيلات، " ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون"، الكفار في قبضة الله ، والدليل :

" قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم".
( سورة الأنعام : 65 )
كالصواعق ، والصواريخ ، "أو من تحت أرجلكم " ، كالزلازل والمتفجرات ، "أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض "، أيّ نوع من المصائب ، فإذا كان الإنسان قويًّا يعتدي على إنسان آخر ، فبمشيئة الله ، "ولو شاء الله لسلطهم عليكم " .
( سورة النساء : 90 )
الله عز وجل قال : " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " .
( سورة النساء : 141 )
فإذا كان التسليط فمِنَ الله عز وجل ، ومن الله كل شيء ، لكن التوحيد مريح، وفيه النجاة والسلامة ، " فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين" .
( سورة الشعراء : 213 ) .
والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة الانفال 6
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الانفال 3
» سورة الانفال 4
» سورة الانفال 5
» سورة الانفال تابع-2
» سورة الانفال مقتبس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشباب المسلم لكل الجزائرين و العرب :: الفئة الأولى :: المنتدى الاسلامي :: كتاب الله القران الكريم-
انتقل الى: