الرجال والشعوذة

الشعوذة ظاهرة اتهمت فيها المرأة كثيرا، وقيل إنها اقتصرت على الجهلة والأميين، وهي اليوم تنتشر بين الرجال وانضمت إليها نخبة من المثقفين وذوي المراكز المرموقة و الإحصاءات الأخيرة تفيد أن المجتمعات العربية تهدر خمس مليار دولار سنويا في الشعوذة والدجل بغية حل المشاكل المستعصية....
مازالت علاقة الرجل بممارسة الشعوذة مثار جدل بين المعترف بها والمتخفي وراءها بحجة أن من حق الرجل طرق هذا الباب إذا كان سبيلا لإخراجه من متاهات وضعته المرأة فيها أو يحقق مبتغى يسعى إليه.
غير أن العديدين يرون أن هذه العلاقة لا تعرف النسبة ذاتها بالمقارنة مع النساء، وأنها في بدايتها. غير أن تفنيد هذا الرأي يأتي على لسان إحدى محترفات للمهنة و التي تقول أن زبنائها من كافة شرائح المجتمع رجالا ونساء على حد سواء و تضيف أن الرجال أصبحوا يحتلون مراتب متقدمة بالمقارنة مع النساء، غير أن الفرق يتجلى في تعاطيهم للدجل متخفيين ففي حالات عديدة، نساؤهن هن من يقمن بالزيارات مقامهم، وعن طلباتهم...فإن غالبية النساء هاجسهن الوحيد الزوج أو الأبناء، أما الرجل فاهتماماته كثيرة ومتنوعة، من بينهم من يسعى لحل الثقاف، هناك من يرغب في أشياء تجلب له الرزق، آخرون يسعون إلى السيطرة على زوجاتهن أو صديقات لا يرغبن فيهم، بالإضافة إلى الانتقام من فتاة رفضتهم أو زميل لهم في المهنة، ناهيك عن نسب كبيرة تسعى إلى التحكم في رؤسائها...
الظاهرة التي أصبحت من الحجم الثقيل وتحولت من اعتقاد إلى تجارة، وجدت أرضا خصبة تغيب العقل وتسطح التفكير، قد نقول فنا قائما بذاته عبر إعلام مروج للخرافة تساهم فيه عدة وسائل إعلامية في مجتمعنا، وقد أصبحت مع التطور التكنولوجي مواقع إلكترونية تحمل في طياتها نفس الإشهار لفقهاء يعلنون من خلال إشهارهم عن الخبرة الواسعة والدراية بعالم الجن، وعمل القبول والمحبة والتزيين والهبة، وجلب الغائب، والتحصين من العين ونظرة السوء وعلاج الأمراض الجلدية والعقم والعجز الجنسي.
إعلانات ومواقع يعتبرها البعض جريمة في حق مجتمعنا العربي لتشجيعها على التخلف، إذ لا تقل ضررا عن تجارة المخدرات، عندما نجد نشاطات الدجل والشعوذة موظفة بشكل كبير أو على مرأى ومسمع من الجميع دون حسيب ولا رقيب، حيث نشاطهم ما فتئ يتسع في الأحياء الشعبية"أطباء بلا شهادات تصمت عنهم السلطة وتمنحهم الظهور العلني للاحتيال والتلاعب بآلام البشر والاستلاء على أموالهم واستغلال الجهل وسذاجة الناس المعتقدين أن بإمكان هذه الشريحة المزاولة للشعوذة رفع البلاء عنهم"
قد يكون السبب الرئيسي في الاعتقاد بالشعودة عند شريحة من الرجال مرض نفسي، مادامت هناك شريحة منهم مازالت لا تؤمن بعلم النفس، وأخرى تؤمن إيمانا قويا أنها ضحية أعمال سحر...غير أنه يليق التذكير بما فطن به إليه "ليفي شتروس" منذ منتصف القرن الماضي وصاغه بما مفاده: "لو لم يكن السحر موجودا، لو لم تكن له فعاليه، لتخلى الناس عنه منذ قرون ولما شهدت هذه الممارسة الانتشار الذي تعرفه على صعيدي الزمان والمكان، ومن ثم يبقى من الأليق التساؤل عن مصدر الفعالية السحرية وكيفية أدائها إلى حصول الأثر المطلوب منها، بدل السعي إلى حسم الجانب الانتروبولوجي للمسألة".
للنقاش :
هل يوجد السحر فعلا ؟ وهل يمكن أن تؤدي ممارساته إلى حصول الأثر المطلوب منه؟
هل يمكن ادخال المعالجة بالقرآن في باب السحر و ممارسة الدجل و الشعوذة ؟

هل يمكن اعتبار دور الدجال متمثلا في تخليص المرضى من متاعب نفسية سببها السحر أو الجن وإعادة الثقة إلى أنفسهم بآيات قرآنية قادرة على الشفاء ؟

كيف ولماذا أصبح الرجال ينافسون النساء في عالم الخرافة؟
في نظرك ما هي الفئات الأكثر تعاطيا للدجل و الشعوذة ؟
بصراحة ....هل سبق لك و أن زرت دجالا ؟ و لما ؟ و كيف كانت النتيجة ؟
في انتظار ردرودكم، تقبلوا تحيات